الأمم المتحدة: الجوع والقتال يغذيان اليأس لدى جميع أهل غزة.. السكان "أصبحنا نحسد الأموات" .. ظروف معيشية لا تطاق وتكلفتها من بين الأغلى عالميا

 

 
غزة : اوروبا والعرب 

 

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الأعمال العدائية والجوع في غزة "لا يزالان يغذيان اليأس لدى أكثر من مليوني شخص يفتقرون إلى أساسيات البقاء على قيد الحياة"، وسط تقارير عن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية. بحسب ماجاء في نشرة الاخبا اليومية للامم المتحدة التي اضافت " أسواق غزة تكتظ بالناس، لكنها تفتقر إلى أهم عاملين أساسيين: السيولة والبضائع. فالقيود الإسرائيلية الخانقة، التي منعت دخول أي شيء للقطاع لمدة 80 يوما، جعلت ما سُمح بدخوله عبر معبر كرم أبو سالم في الأسابيع الماضية مجرد نقطة في بحر الاحتياجات.
أمام معظم الفلسطينيين في غزة خيارات ثلاثة، أحلاها مر: إما السعي للحصول على حصة غذائية من آلية المساعدات العسكرية التي مات فيها العشرات خلال الأيام الماضية، أو أن يروا أطفالهم يتضورون جوعا، أو أن يدفعوا الغالي والنفيس لشراء ما تبقى من البضائع وما نهب من المساعدات الإنسانية في الأسواق.
لا يمكن لأحد وصف هذا الوضع بشكل أفضل من الشخص الذي يعيشه. يقول أكرم يوسف - وهو موظف مدني - لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة: "الأسعار غير طبيعية وهي أعلى بكثير من أوروبا. الوضع صعب للغاية، ونحن على هذا الحال منذ عامين. فإلى جانب النزوح والتشرد والقصف والدمار والخراب، يرفع التجار الأسعار، والمواطنون غير قادرين على تحمل هذا العبء. ماذا عسانا أن نفعل؟"
أكثر من 20 شهرا من الصراع جعلت الظروف المعيشية في قطاع غزة لا تطاق، وأصبحت تكلفة هذه المعيشة الآن من بين الأعلى في العالم.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك امس الثلاثاء، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة تكثّفت في الأيام الأخيرة، مع الإبلاغ عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. وأصدرت السلطات الإسرائيلية في المنطقة أربعة أوامر نزوح جديدة، تتداخل إلى حد كبير مع الأوامر الصادرة سابقا. "وقيل إن آخر هذه الأوامر جاء ردا على إطلاق صواريخ من قبل فلسطينيين على إسرائيل"، وفقا للسيد حق.
في غضون ذلك، نقل نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة الأنباء عن مقتل "جائعين ونازحين أثناء المخاطرة بحياتهم للحصول على الغذاء في مراكز التوزيع العسكرية".
ردا على أسئلة الصحفيين، قال السيد حق إن الظروف في مواقع توزيع المساعدات غير التابعة للأمم المتحدة "ليست آمنة"، مضيفا أنه "لا يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي يُتوقع أن يتلقى الناس بها المساعدات الإنسانية".
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على ضرورة حماية المدنيين، وعلى ضرورة تمكينهم من تلقي المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها أينما كانوا، وفقا لما يقتضيه القانون الإنساني الدولي.
على الصعيد الميداني، استطاعت الأمم المتحدة جمع بعض الإمدادات الثلاثاء، معظمها من الدقيق، من معبر كرم أبو سالم. وقال السيد حق إن المساعدات كانت متجهة إلى مدينة غزة حين "أخذت مباشرة من الشاحنات من قبل الجوعى واليائسين الذين عانوا شهورا من الحرمان"، كما حصل في معظم الحالات منذ أن سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول كميات محدودة من المساعدات إلى غزة في 19 أيار/مايو.
كما وقعت في السابق بعض حالات النهب والاعتداءات على سائقي الشاحنات من قبل مجموعات مسلحة، وهو أمر ترفضه الأمم المتحدة تماما. وفي هذا السياق، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، تتحمل مسؤولية الحفاظ على النظام العام والسلامة في غزة. وقال إن ذلك ينبغي أن يشمل السماح بدخول المزيد من الإمدادات الأساسية عبر معابر وطرق متعددة، لتلبية الاحتياجات الإنسانية والمساعدة في الحد من أعمال النهب.
قال السيد حق إنه تم إرسال إمدادات إضافية إلى معبر كرم أبو سالم اليوم، وإن الشركاء في المجال الإنساني يواصلون جهودهم لاستلام الإمدادات "عندما تسمح لهم السلطات الإسرائيلية بالوصول".
وأكد أن السلطات الإسرائيلية رفضت 11 محاولة من أصل 18 محاولة من الأمم المتحدة لتنسيق التحركات الإنسانية داخل القطاع، بما في ذلك نقل المياه بالشاحنات، واسترجاع الوقود، وتنفيذ مهمة إنقاذ في خان يونس، وإصلاح الطرق.
على صعيد ذي صلة، ذكر برنامج الأغذية العالمي أنه أرسل 59 شاحنة تحمل مساعدات غذائية منقذة للحياة مخصصة لشمال غزة. وقد تم إيقاف قافلة المساعدات، التي كانت تنقل 930 طنا متريا من دقيق القمح، في الطريق وتفريغ حمولتها من قبل مدنيين جائعين في أمس الحاجة للطعام لإطعام عائلاتهم.
وقال البرنامج إن قافلة مساعدات - ثانية تضم 21 شاحنة من المساعدات الغذائية المخصصة لجنوب غزة - انتظرت لأكثر من 36 ساعة من أجل الحصول على تصاريح للتحرك.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يمتلك أكثر من 140,000 طن متري من الغذاء – وهو ما يكفي لإطعام جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون شخص لمدة شهرين – موجودة داخل المنطقة وفي طريقها إليها.
وأوضح أن المساعدات الغذائية التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار ساعدت في وقف موجة الجوع. "يمكننا فعل ذلك مرة أخرى. هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق نار آخر وهو السبيل الوحيد للوصول إلى جميع الناس بأمان في أنحاء غزة بالمساعدات المنقذة للحياة".

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات