
السودان : نساء تعرضن للاغتصاب والاختطاف في خضم الحرب .. توسيع الاستجابة لمكافحة الكوليرا .. مقتل 40 مدنيا في هجوم على مستشفى في غرب كردفان
- Europe and Arabs
- الأربعاء , 25 يونيو 2025 11:8 ص GMT
الخرطوم ـ جنيف : اوروبا والعرب
في قلب أكبر أزمة نزوح عالمية، تقف نساء السودان في الخطوط الأمامية، لا كناجيات فقط، بل كقائدات ومؤثرات، حيث يواصلن تقديم الخدمات المنقذة للحياة، وسط واقع أليم يشهد ارتفاعا مهولا في معدلات العنف الجنسي والانتهاكات ضد النساء والفتيات. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة واضافت " مع دخول الصراع في السودان عامه الثالث، تواصل الحرب تدمير أجزاء واسعة من البلاد. وقد أدت الاشتباكات إلى أكبر أزمة نزوح عالمية، حيث أُجبر أكثر من 12 مليون شخص على مغادرة منازلهم، ويدفع الأطفال والنساء الثمن الأكبر لهذه الكارثة.
في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، الذي تحييه الأمم المتحدة سنويا في 19 حزيران/يونيو، تحدثت أخبار الأمم المتحدة في جنيف مع مروة، ممثلة إحدى هذه المنظمات التي تعمل عن كثب مع المجموعات النسائية المحلية في السودان، بدعم من صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني التابع للأمم المتحدة.
كشفت مروة قصصا مفجعة عن اختطاف الفتيات، والعنف الجنسي الذي تتعرض له جميع الفئات العمرية، وكيف تظهر النساء على المستوى الشعبي مرونة ويحاولن التأثير في عملية السلام.
وصفت مروة الوضع في السودان بأنه "سياق غير مسبوق"، حيث تواجه النساء والفتيات معاناة هائلة، مشيرة إلى أن نزوح العائلات وانفصالها عن بعضها البعض وفقدان جميع الممتلكات.
وشرحت ذلك بالقول: "فمثلا، كانت غالبية النساء يعملن في المصانع أو يبعن الطعام في الشوارع. هذا القطاع النسائي تكبد خسائر فادحة جراء الحرب التي دمرت البنية التحتية، مما أوقف الصناعة والنقل والزراعة وكافة أنشطة كسب العيش. فقد الناس جميع مصادر دخلهم، لكن هذا الأثر كان أشد وطأة على النساء والفتيات اللواتي تأثرن بشكل غير متناسب من النزاع، فهن من يتحملن أعباء الحرب ويحاولن الحفاظ على تماسك عائلاتهن وتوفير الغذاء لهن ولمجتمعاتهن".
وأوضحت أن تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي أثر عليهن بشكل كبير. ومضت قائلة: "لقد ازداد العنف الجنسي بشكل كبير، وتعاني النساء الآن من الصدمات والوصمة. هناك أيضا جرائم بسبب ذلك. مؤخرا، كان لدينا بعض حالات اختطاف فتيات. تم اختطاف العديد من الفتيات دون أي آلية لتعقبهن أو استعادتهن. هذا يحدث الآن في السودان"
وفي نفس الاطار أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك عن قلق بالغ إزاء التقارير التي أفادت بوقوع هجوم مميت على مستشفى في مدينة المجلد بولاية غرب كردفان مطلع الأسبوع الجاري.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي، قال دوجاريك إنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية، قتل في هذا الهجوم على مستشفى المجلد أكثر من 40 مدنيا، بينهم أطفال وعاملون في مجال الصحة، وأصيب العشرات، كما لحقت أضرار جسيمة بالمستشفى.
وأضاف: "طالما قمنا بإدانة جميع الهجمات على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، وخاصة في مناطق النزاع، حيث قد يكون الوصول إلى المصابين صعبا إن لم يكن مستحيلًا. يجب على الأطراف احترام الحماية الخاصة الممنوحة للعاملين في مجال الرعاية الصحية بموجب القانون الدولي الإنساني. تقتضي قواعد الحرب حماية الجرحى والمرضى، وكذلك العاملين الطبيين في المستشفيات في جميع الأوقات".
وأوضح أن الهجوم على المستشفى يأتي في وقت تعاني حوالي ثلاثة أرباع المرافق الصحية في المناطق الأكثر تضررا من النزاع، بما في ذلك في منطقة كردفان، من ضعف في التشغيل أو إغلاقٍ تام. وفي الوقت نفسه، يعاني شركاء الصحة والعمل الإنساني من ضغوط هائلة ونقص في التمويل في محاولتهم الحد من انتشار الأمراض، بما فيها الحصبة والكوليرا.
توسيع نطاق الاستجابة لمكافحة الكوليرا
ورغم التحديات، أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة بأن عدد الحالات الجديدة المشتبه في إصابتها بالكوليرا تراجعت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، حيث شهدت الفترة بين 16 و22 حزيران/يونيو الإبلاغ عن 207 حالات اشتباه جديدة، مقارنة بأكثر من 8400 حالة بين 19 و25 أيار/مايو، وفقا لما ذكرته وزارة الصحة السودانية.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأنه يعمل وشركاء الأمم المتحدة في قطاعات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة على توسيع نطاق الاستجابة. وأوضح أنه تم تسليم أكثر من 3 ملايين جرعة من لقاح الكوليرا الفموي إلى الخرطوم وشمال كردفان، مع بدء حملات التطعيم بالفعل. ومن المتوقع وصول 3 ملايين جرعة أخرى قريبا.
وقال المكتب إنه حتى الآن، قدم الشركاء خدمات المياه والصرف الصحي الطارئة إلى 2.3 مليون شخص، بينما دعمت جهود تعزيز النظافة 1.3 مليون شخص.
لكنه نبه إلى أن منظمات الإغاثة تواجه الآن نفادا في الإمدادات المخزنة مسبقا بسبب البداية المبكرة لتفشي المرض، والذي كان مدفوعا بالهجمات على البنية التحتية بالإضافة إلى انقطاع مصادر الطاقة والمياه.
وشدد المكتب على الحاجة الملحة إلى تمويل مرن لدعم الاستجابة وتوسيع نطاقها، لا سيما مع تصاعد المخاوف من تفشي الكوليرا من جديد بدءا من تموز/يوليو وآب/أغسطس مع عودة موسم الأمطار واحتمال حدوث فيضانات.
لا يوجد تعليقات