الاتحاد الاوروبي في اليوم العالمي للعمل الإنساني : نحتفل بالجهود الحاسمة والدؤوبة التي يبذلها العاملون في مجال الإغاثة في جميع أنحاء العالم لإنقاذ الأرواح..مع التركيز على الضفة وغزة


بروكسل : اوروبا والعرب 
عندما تقع الكوارث، وتنشب الأزمات وتنشأ الصراعات، يكون العاملون في المجال الإنساني من بين أوائل من يصلون إلى الموقع لتقديم المساعدة الطارئة للمتضررين. يجب تكريم وحماية هذه الدعوة غير الأنانية لتقديم الإغاثة - ولكن أيضًا الأمل - للفئات الأكثر ضعفًا.
ومع ذلك، لا يمكننا أن ننسى الخطر الحاد الذي يواجه العاملين في المجال الإنساني أثناء قيامهم بواجباتهم في مناطق الحرب والبيئات التي لا يتم فيها ضمان أمنهم. من المؤسف أن عام 2023 كان العام الأكثر دموية على الإطلاق للعاملين في مجال الإغاثة، ومن المرجح أن يتبع عام 2024 نفس الاتجاه المروع. بحسب ماجاء في بيان اوروبي صدر في بروكسل عن المفوضية الاوروبية ومكتب المنسق الاوروبي للسياسة الخارجية والامنية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعمل الانساني المقرر اليوم الاثنين . وأضاف البيان " لقد ذكرنا عامًا بعد عام أنه يجب حماية العاملين في المجال الإنساني بأي ثمن، دون استثناءات. ولكن في هذا العالم المتقلب بشكل متزايد، فإن الكلمات وحدها لا تكفي.
لقد حان وقت العمل.
ولهذا السبب أنشأ الاتحاد الأوروبي مبادرة حماية العاملين في المجال الإنساني لمساعدة العاملين في المجال الإنساني المحليين الذين وقعوا ضحية للهجمات أو غيرها من الحوادث الأمنية أثناء تأدية واجبهم من خلال المساعدة القانونية والمنح المالية السريعة. إن هذه الآلية، التي تعد الأولى من نوعها، وزعت 25 منحة للعاملين في المجال الإنساني المحتاجين إلى الدعم، بقيمة تزيد عن 240 ألف يورو، منذ فبراير/شباط 2024.
في حين تتصدر الهجمات على العاملين في مجال الإغاثة الدولية عناوين الأخبار غالبًا، فإن الموظفين المحليين هم الأكثر عرضة للقتل أو الاختطاف أو الإصابة أثناء أداء واجبهم. ومن خلال هذه الآلية، نهدف إلى إنشاء شبكة أمان للعاملين في مجال الإغاثة المحليين الذين غالبًا ما تكون مواردهم محدودة ولا يمكنهم الاعتماد على حماية المنظمات الدولية الكبيرة
أغلب الطلبات الواردة من خلال المنصة تأتي من الضفة الغربية وغزة المحتلة، حيث كانت الكارثة الإنسانية تتكشف أمام أعيننا على مدى الأشهر العشرة الماضية. وفي أماكن مثل هذه، حيث كل يوم هو صراع من أجل البقاء لكل مدني، فإن العمل المنقذ للحياة الذي يقوم به المجتمع الإنساني يحدث فرقًا كبيرًا.
في حين أن "حماية العاملين في مجال الإغاثة" يملأ فجوة مهمة في المجال الإنساني، إلا أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به. لقد شهدنا في السنوات الأخيرة اتجاهاً مدمراً من جانب عدد من الدول نحو عدم احترام صارخ للمعايير الأساسية للقانون الإنساني الدولي في النزاعات التي تشارك فيها. وهذا يستدعي اتخاذ إجراءات حاسمة من جانب المجتمع الدولي ككل للدفاع عن القانون الإنساني الدولي كجزء من الأساس الذي يقوم عليه النظام الدولي القائم على القواعد.
إن اليوم العالمي للعمل الإنساني هو بمثابة تذكير لكل واحد منا بأن حماية العاملين في مجال الإغاثة ليست مجرد أمر صحيح، بل إنها التزام قانوني بموجب القانون الإنساني الدولي. وتذكير بأن البديل عن دعم القانون الإنساني الدولي هو الإفلات من العقاب وتفاقم دوامة الانتهاكات التي سيدفع المدنيون والعاملون في مجال الإغاثة ثمنها الباهظ.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات