المعاناة بسبب الحروب والازمات في سوريا وليبيا واليمن والسودان وغزة هي محور عمل المنظمات الدولية الانسانية

 

نيويورك  ـ  جنيف : اوروبا والعرب
صارت تطورات الحروب والازمات التي تشهدها دول عربية ومنذ سنوات ، هي محور التصريحات والبيانات والاجتماعات التي تعقدها المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة وغيرها وذلك بهدف تقديم الخدمات الاغاثية والمساعدات الانسانية او الطبية او البحث عن حلول " ولو مؤقتة"  لمنع تفاقم الازمات وبالتالي وقف زيادة حصيلة الضحايا 
غزه
أعلنت الأمم المتحدة أنه لم تعد هناك من المساعدات في غزة لتوزيعها، وذكرت أن عملية الإغاثة "مُختنقة بسبب إغلاق" المعابر من قبل إسرائيل، فيما أفاد العاملون في المجال الإنساني على الأرض أن الناس "ينبشون القمامة، محاولين العثور على شيء صالح للأكل".
هذا ما قاله يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في رده على أسئلة الصحفيين في جنيف امس الثلاثاء، واصفا "الواقع القاسي والوحشي واللاإنساني" للوضع في غزة.
وقال السيد لاركيه إن الفريق الإنساني القُطري العامل في الأرض الفلسطينية المحتلة، والذي يضم حوالي 15 وكالة أممية و200 منظمة غير حكومية، قد تلقى إفادة شفهية بشأن الخطة الإسرائيلية المقترحة لإغلاق نظام المساعدات الحالي وتوصيل الإمدادات عبر محاور إسرائيلية بشروط يضعها الجيش الإسرائيلي. بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح اليوم الاربعاء 
وأكد المتحدث باسم مكتب أوتشا أن الأمم المتحدة "لا تقبل هذا الاقتراح" لأنه لا يرقى إلى المبادئ الإنسانية الأساسية المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية في توصيل المساعدات. 
وقال إن الخطة الإسرائيلية "تبدو محاولة متعمدة لاستخدام المساعدات كسلاح،" مشددا على ضرورة أن تقدَّم المساعدات بناء على الحاجة الإنسانية، "وليس استخدامها بأي شكل من الأشكال كتكتيك لنقل الناس إلى أي مكان محدد".
وجدد المتحدث باسم الأوتشا دعوته لإعادة فتح المعابر، مشيرا إلى أن المساعدات عالقة خارج القطاع وجاهزة للدخول. وقال إن سكان غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية، وبدلا من ذلك "يتلقون القنابل".
اليمن 
قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إن "الضربة الجوية التي نفذها أنصار الله على مطار بن غوريون في إسرائيل وما أعقبتها من ضربات شنتها إسرائيل على مطار صنعاء وميناء الحديدة في اليمن ردا على ذلك"، تمثل تصعيدا خطيرا في سياق إقليمي هش ومتقلب أصلا.
ودعا المبعوث الأممي هانس غروندبرغ جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال تصعيدية قد تُفاقم معاناة المدنيين.
قدمت المنظمة الدولية للهجرة مساعدات عاجلة إلى سبع منشآت صحية في اليمن في ظل تفاقم النقص الحاد في الأدوية والكوادر الطبية والمستلزمات الأساسية في مختلف أنحاء البلاد.
تأتي هذه المساعدات، المدعومة من وزارة الخارجية البريطانية، في وقت تتفاقم فيه أزمة الصحة العامة نتيجة التدهور الاقتصادي واستمرار حالة انعدام الأمن. ومن المتوقع أن يحتاج نحو 20 مليون شخص في اليمن للمساعدة الصحية هذا العام، في وقت تعمل فيه أقل من 40% من المرافق الصحية بشكل محدود أو توقفت عن تقديم الخدمات كليا.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن المنشآت الصحية السبع تقع في محافظات عدن ولحج وشبوة وصنعاء والبيضاء، وتخدم نحو 295 مريضا بشكل يومي.
وتركز الجهود بشكل خاص على تعزيز تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، عبر تركيب نقاط غسل اليدين، وتوفير مواد التنظيف، وتنظيم تدريبات للحد من خطر تفشي الأمراض.
وشدد على ضرورة امتثال جميع الفاعلين بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن العودة إلى الحوار تظل السبيل الوحيد المستدام لضمان السلامة والأمن الدائمين لليمن والمنطقة بأسرها.
سوريا  
"كل شخص في سوريا يعرف أحدا مفقودا" – بهذه الكلمات تصف رئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا، كارلا كينتانا، حجم المأساة التي تقض مضاجع عائلات المفقودين في سوريا بعد سنوات من الانتظار وعدم اليقين بشأن مصير أحبائهم.
في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، تستعرض كينتانا الجهود المبذولة في هذا الشأن وكيف تخطط المؤسسة لمساعدة السوريين في كشف مصير أحبائهم، مسلطة الضوء على الخطوات العملية التي يجري اتخاذها على الأرض، بدءا من الاستماع لشهادات العائلات وصولا إلى الاستفادة من الخبرات الدولية لكشف مصير الآلاف.
تأسست المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في حزيران/يونيو 2023 لتحديد مصير ومكان وجود جميع الأشخاص المفقودين في سوريا، ودعم الضحايا - بمن فيهم الناجون والناجيات وأسر المفقودين.
ودعت كينتانا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم عمل المؤسسة، ليس فقط ماليا بل أيضا من خلال الدعم التكنولوجي والعلمي والسياسي، وتبادل المعلومات المتعلقة بالمفقودين داخل سوريا وخارجها.
ووصفت كينتانا مهمة المؤسسة بأنها "ضخمة"، مشيرة إلى أن العدد الدقيق للمفقودين ما زال غير معروف لكنه يقدر بعشرات الآلاف أو أكثر. وأكدت أن المؤسسة تبحث عن جميع المفقودين بغض النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم أو أسباب اختفائهم. ورغم صعوبة المهمة، أعربت عن أملها في تكاتف المجتمع الدولي لتقديم الإجابات والحقيقة لعائلات المفقودين بعد سنوات من الانتظار.
وكانت كينتانا قد زارت دمشق في شباط/فبراير الماضي لأول مرة، حيث التقت بعائلات المفقودين واستمعت لشهاداتهم التي لم يتمكنوا من مشاركتها من قبل.
ليبيا
أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن انزعاجها الشديد إزاء الفيديو المُتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يُزعم أنه يُظهر عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي، "مُحتجزا ومُقيّدا بالسلاسل وعليه آثار تعذيب واضحة".
وفي بيان صحفي أعربت البعثة الأممية عن التعاطف مع أسرة السيد الدرسي وزملائه في هذا الوقت العصيب وهم يشاهدون "هذا الفيديو المُروع".
وطلبت البعثة على الفور من خبراء الأدلة الرقمية في الأمم المتحدة تقييم صحة الفيديو، كما دعت السلطات الليبية مجددا إلى الإسراع في إجراء تحقيق مستقل وشامل في الاختفاء القسري للسيد الدرسي منذ 16 أيار/ مايو 2024، "عندما اختُطف بعد حضوره عرضا عسكريا للجيش الوطني الليبي في بنغازي".وأكدت البعثة استعدادها لدعم تحقيق مستقل في اختفاء السيد الدرسي ومزاعم التعذيب. 
وأدانت بعثة الأمم المتحدة الانتهاكات واسعة النطاق والممنهجة "التي ترتكبها جهات تنفيذ القانون والأمن في مراكز الاحتجاز في بنغازي وطرابلس وسبها ومواقع أخرى في أنحاء ليبيا"، والتي وثّقتها البعثة وآليات الأمم المتحدة المستقلة الأخرى، "حيث تتفاقم هذه الانتهاكات بسبب استمرار إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب".
وذكـّرت البعثة الجهات المعنية كافة بأن الاحتجاز التعسفي والاختطاف والتعذيب والاختفاء القسري والوفيات أثناء الاحتجاز تُعدّ انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وقد تُشكّل جرائم دولية يُمكن مقاضاة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية. 
وقالت إن على السلطات الليبية ضمان إنهاء هذه الممارسات فورا وتقديم مرتكبيها للعدالة. ودعت البعثة أيضا إلى إجراء تحقيق كامل ومستقل في جميع انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في مرافق الاحتجاز وكررت دعوتها إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفيا في أرجاء ليبيا. 
السودان 
أعربت كليمنتاين نكويتا - سلامي، منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، عن صدمتها وقلقها العميق إزاء تكثيف الهجمات بالطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية في مدينة بورتسودان التي تعد المركز الإنساني الرئيسي في البلاد.
جاء ذلك عقب هجمات شُنت فجر الثلاثاء، والتي أفادت التقارير باستهدافها المطار الدولي ومنشآت أخرى في بورتسودان، بما في ذلك منشأة لتخزين الوقود ومحول كهربائي.
وقالت السيدة نكويتا - سلامي في بيان صحفي إن مثل هذه الهجمات لن تؤدي سوى إلى تعميق المعاناة والاحتياجات الإنسانية، "وتفاقم التحديات اللوجستية والصعوبات التي تواجهها الجهات الفاعلة الإنسانية في إيصال المساعدات العاجلة إلى بقية أنحاء البلاد".وأضافت أن مطار بورتسودان الدولي يعد "شريان حياة" للعمليات الإنسانية، حيث يستخدم كنقطة دخول رئيسية للعاملين في المجال الإنساني والإمدادات الطبية وغيرها من مواد الإغاثة المنقذة للحياة إلى السودان. وأضافت أن توافر الوقود في بورتسودان أمر بالغ الأهمية لإرسال الإمدادات الإنسانية إلى المناطق التي هي في أمس الحاجة إلى المساعدة في جميع أنحاء السودان.وشددت منسقة الشؤون الإنسانية على أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية قد تُعطل سلاسل التوريد وترفع أسعار السلع الأساسية، "مما يُفاقم المعاناة الإنسانية في ما يعتبر بالفعل أكبر أزمة إنسانية في العالم".

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات