إدارة الوقت: المهارة الذهبية في عصرنا .. إعداد د/ عبدالمنعم صدقي استاذ بمركز البحوث ـ مصر


في عصر تتسارع فيه الأحداث وتتزاحم فيه المهام وتتشابك فيه الأولويات أصبح الوقت أحد أكثر الموارد ندرةً وأهميةً في حياة الإنسان. النجاح في هذا العصر لا يُقاس فقط بالقدرة على الإنجاز بل بالقدرة على إنجاز الصحيح في الوقت الصحيح. وهنا تبرز مهارة إدارة الوقت كأحد المفاتيح الذهبية للتميز المهني والتوازن الشخصي والرفاه النفسي.
إدارة الوقت جانبٌ أساسيٌّ من جوانب حياة الإنسان إذ تتضمن تنظيم وقت العمل لإنجاز المهام بفعالية. تشمل أساليب إدارة الوقت تحديد أهداف ذكية (SMART) وتحديد أولويات المهام وتنظيمها وتقسيمها إلى فترات زمنية متعددة. يُعدّ الاتساق وتجنب المشتتات والحفاظ على صحة جيدة وعقد الاجتماعات عند الضرورة فقط واستخدام تقنية بومودورو والدراسة الفعّالة وتفويض المهام وتنظيم مساحات العمل من الأمور الأساسية لإدارة الوقت بفعالية.
إدارة الوقت هي القدرة على تخطيط وتنظيم وتوزيع الوقت المتاح على مختلف الأنشطة اليومية بطريقة تضمن تحقيق الأهداف بأقصى كفاءة وأقل ضغوط. ولفهم هذه المهارة يجب تغيير النظرة للوقت "الوقت ليس شيئًا نملكه" بل شيئًا نعيشه ونُحسن استخدامه."
من المهم  إدارة الوقت في حياة الإنسان. إدارة الوقت لا تعني فقط زيادة الإنتاجية بل تشمل تقليل التوتر والإجهاد عندما يعرف الإنسان ما عليه فعله ومتى وكيف يتراجع شعوره بالضغط ويشعر بالسيطرة على يومه. تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية من خلال تخصيص أوقات واضحة للعمل وأوقات للراحة وأوقات للعائلة والنفس.
يجب رفع جودة الإنجاز فبدلًا من العشوائية والتشتت يصبح كل جهد موجهًا نحو هدف واضح.الإنسان المُنظّم يجد وقتًا للتأمل والتفكير في حين أن المشتت يلاحق الوقت دون وعي. نفشل في إدارة الوقت ببساطة لأن هناك عدم معرفة بالأولويات . لا نُخطط لأيامنا. يقع الغالبية فخ المشتتات (الهاتف الرسائل المهام المفاجئة(.
يظن البعض أن "الانشغال" هو علامة على النجاح. أكثر الناس نجاحًا هم من يظهرون "أقل انشغالًا" لأنهم يُنجزون المهم ويعرفون متى يقولون "لا" . 

 

هناك خطوات عملية لإدارة الوقت بفعالية منها  تحديد الأولويات. المهمة الضرورية يتم التخطيط والتنفيذ لها  والغير مهم  يتم تفويضة أو تجاهله. وضع خطة يومية وأسبوعية. قبل  النوم علي الإنسان كتابة ثلاث 3 مهام لليوم التالي. في كل أسبوع يجب مراجعة الأهداف وتحديد الجدول الزمني و التخلّص من المشتتات ووقف الإشعارات. خصّص وقتًا للعمل . استخدام تقنية "بومودورو"25 دقيقة عمل + 5 دقائق راحة = تركيز أكبر وإرهاق أقل.
من أعداء الوقت التسويف وهو    تأجيل المهام دون مبرر    تقسيم المهام الكبيرة يجب بدء التنفيذ فورًا. تعدد المهام العمل على أكثر من شيء في الوقت نفسه التركيز على مهمة واحدة. الاجتماعات غير الفعالة  تضيع وقتًا أكثر مما تفيد . 
إدارة الوقت ليست مهارة تقنية فقط بل هي قرار شخصي وإرادة يومية تتطلب انضباطًا ووعيًا واستمرارًا. إن الإنسان الذي يُدير وقته بإتقان يُدير حياته بثقة.وفي عالم التشتت والانشغال تُصبح هذه المهارة الفاصلة بين الفشل والنجاح

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات