
السودان : السيول والكوليرا وتجدد القتال يزيد من المعاناة..منظمة الصحة العالمية تدعو العالم إلى عدم خذلان الشعب السوداني
- Europe and Arabs
- الاثنين , 9 سبتمبر 2024 7:1 ص GMT
الخرطوم: اوروبا والعرب ـ وكالات
تتزابد المعاناة التي يواجهها الشعب السوداني سواء بفعل البشر او الطبيعة فقد تعضت البلاد هلال الساعات القليلة الماضية لسيول واعمال قصف وتفشي للوباء كلها ادت الى تزياد اعداد الضحايا من ابناء الشعب السوداني
ارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عن الأمطار الغزيرة إلى 205 حالة في الوقت الذي زاد فيه إجمالي الوفيات بمرض الكوليرا إلى 185 وفاة، وفقًا لوزارة الصحة السودانية.
وأفادت في بيان لها أن عدد الإصابات جرّاء السيول والأمطار قد بلغت 886 إصابة؛ بينها 205 حالة وفاة، وفي السياق ذاته تم تسجيل 268 إصابة بوباء الكوليرا في السودان بينها 185 وفاة، مشيرة "الوزارة" إلى أن آخر حصيلة للوفيات تم تسجيلها في ولايات كسلا (شرق) ونهر النيل (شمال) والقضارف شرق.
وذكرت الوزارة أن إجمالي الإصابات في الولايات السبع المتأثرة بالوباء ارتفع إلى 5 آلاف و692 إصابة، وأن أعلى معدل الإصابات سُجِّلت في كسلا، وحلفا الجديدة، وخشم القربة (شرق)، بربر، الدامر (شمال).
وكانت السلطات السودانية قد أعلنت في 12 أغسطس الماضي، أن مرض "الكوليرا" يعتبر وباء.
من جهة أخرى، كشفت منظمة الهجرة الدولية، في وقت سابق، عن نزوح أكثر من 172 ألف سوداني جراء السيول والأمطار في 15 ولاية (من أصل 18) منذ مطلع يونيو الماضي.
وتتزامن الكوارث الطبيعية والصحية هذا العام مع استمرار معاناة الشعب السوداني جرّاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 2023، أسفرت عن نحو 18 ألفًا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وقتل 21 شخصا، الأحد، في قصف استهدف سوق مدينة سنار بجنوب شرق السودان، ونسب إلى قوات الدعم السريع، غداة رفض حكومة البلاد نشر قوة مستقلة لحماية المدنيين.
وأوردت شبكة أطباء السودان أن الحصيلة بلغت 21 قتيلا، مشيرة إلى أن "أكثر من 70 شخصا أصيبوا" أيضا في هذا القصف المدفعي الذي نسبته إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
واندلعت المعارك في السودان منتصف نيسان/أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق دقلو المعروف بحميدتي.
ودفع النزاع بالبلاد إلى حافة المجاعة، وتندد المنظمات الإنسانية منذ أشهر بانعدام الأمن الذي يمنعها من إيصال المساعدات.
من جانبه أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن صدمته إزاء أوضاع الأطفال الذين التقاهم في السودان. وقال إن السودانيين يعانون من مجموعة متكاملة من الأزمات منها استمرار الصراع وأكبر أزمة نزوح في العالم والمجاعة التي ضربت بعض المناطق.
وفي مؤتمر صحفي في بورتسودان في ختام زيارته للبلاد أشار دكتور تيدروس غيبريسوس المدير العام للمنظمة إلى أن 25.6 مليون شخص في السودان- أي أكثر من نصف عدد السكان- يُتوقع أن يواجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.بحسب موقع اخبار الامم المتحدة في نشرته اليومية
وقد زار دكتور تيدروس، السبت، منشأة صحية مدعومة من منظمة الصحة العالمية لعلاج الأطفال في بورتسودان تقدم رعاية منقذة للحياة للرضع المصابين بسوء التغذية الحاد. وقال إنه صُدم من وضع الكثير من الأطفال الصغار الذين يعانون من الهزال ومن الشهادات المروعة التي روتها أمهاتهم اللاتي نزحن عدة مرات بسبب انعدام الأمن والآن يشعرن بالامتنان "لأنهن وجدن ملاذا في هذه العيادة".
وفي مؤتمره الصحفي، حذر دكتور تيدروس من تفشي الأمراض مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة مع مخاطر مرض إمبوكس (جدري القردة). وأشار إلى التقارير العديدة عن وقوع حوادث عنف جنسي مرتبط بالصراع، وإلى الانهيار شبه التام للنظام الصحي إذ لا تعمل بشكل كامل ما يتراوح بين 70 و80% من المنشآت الصحية بأنحاء السودان.
أزمة منسية
وقال المسؤول الأممي الرفيع: "يبدو أن المجتمع الدولي قد نسي السودان، ولم يعد يولي اهتماما كبيرا بالصراع الذي يمزقه وعواقبه على المنطقة. لهذا السبب جئت إلى السودان".
رافقت دكتور تيدروس خلال الزيارة، الدكتورة حنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط. وقد التقيا عددا من الشركاء الذين يقومون بالاستجابة، ودعا المسؤولان إلى توسيع نطاق العمل بشكل عاجل لتوفير مزيد من الموارد والوصول الإنساني للمساعدات والأمن لعمال الإغاثة والعاملين في المجال الصحي والمرضى.
وقد أدت الحرب، التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 10 ملايين.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من هول نطاق الأزمة والعمل غير الكافي لمواجهة الصراع والاستجابة للمعاناة التي يتسبب فيها. وقال إن ذلك يتجسد في المستويات غير الكافية للتمويل، والعدد الكبير للهجمات على منشآت الرعاية الصحية- التي تعدت المئة- والاعتداءات على عمال الإغاثة الآخرين والمدنيين، وعدم القدرة على تأمين الوصول الإنساني بدون عوائق عبر الحدود وعبر الخطوط الأمامية للصراع.
ودعا دكتور تيدروس العالم إلى "الاستيقاظ ومساعدة السودان على الخروج من الكابوس الذي يمر به". وحدد عددا من المطالب أولها الوقف الفوري لإطلاق النار الذي يؤدي إلى حل سياسي دائم، وقال إن "السلام هو أفضل دواء".
كما دعا إلى حماية المنشآت الصحية والعاملين في المجال الطبي والمرضى، والوصول المستدام للإمدادات والمساعدات، وتوسيع نطاق الكشف عن الأمراض، وزيادة تغطية التحصين ضد الكوليرا وشلل الأطفال والحصية وغيرها من الأمراض في المناطق المتضررة. وطالب بزيادة التمويل من المجتمع الدولي بشكل هائل لتعزيز الاستجابة.
وقال إن ذلك سينقذ الملايين، ومعظمهم من النساء والأطفال، الذين يعيشون على حافة البقاء على قيد الحياة، ويوفر الهدوء الذي يحتاج إليه بشدة ويستحقه جميع الناس. وشدد على ضرورة عدم خذلان شعب السو
لا يوجد تعليقات