عبدالله مصطفى يكتب : خطة بلير في غزة وتكرار سيناريو بريمر في العراق .. يا أولي الالباب .. افلا تتفكرون


ما اشبه الامس باليوم .. في السعات الاخيرة نسمع عن ترشيح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ليقود خطة مطروحة لانهاء الحرب في غزة ويصبح هو الحاكم الفعلي للقطاع لفترة انتقالية وبالامس البعيد وبعد الحرب على العراق تولى الامريكي بول بريمر نفس المهمة وحدث في العراق  مالم يكن يتمناه احد سوى الامريكان ومن تحالف معها ، وكان الهدف المعلن عنه في وقتها  التحول الديمقراطي في العراق.. والان يأتي الدور على غزه تحت مسمى جديد له رونق وبريق  .. 
وهنا يظهر التساؤل لمصلحة من هذه الخطة ؟ وهناك تساؤل اخر وهو لماذا لانستفيد من دروس الماضي ونتعلم من الاخطاء ؟ وخاصة ان الاجيال الحالية عاصرت ماترتب على خطة حكم بريمر للعراق . 
وتظهر هذه التساؤلات في وقت  تتصاعد الضغوط الدولية لوقف الحرب في قطاع غزة، وبرز اسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في صدارة المقترحات السياسية، بعدما كشفت تقارير صحافية عن مبادرة يقودها لتولي إدارة انتقالية في قطاع غزة عقب انتهاء المعارك، في إطار خطة تحظى بدعم شخصيات مقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب صحيفتي "ذا تلغراف" و"الإيكونوميست"، عرض بلير، البالغ من العمر 72 عامًا، ترؤس حكومة انتقالية في غزة على أن تُسلَّم الإدارة في النهاية إلى السلطة الفلسطينية، التي كانت تدير القطاع حتى عام 2006.
تنص الخطة على أن المرحلة الانتقالية لن تشمل أي تهجير للفلسطينيين، بل تقوم على إنشاء هيئة مؤقتة باسم "السلطة الانتقالية الدولية لغزة" (Gita)، تشرف عليها الأمم المتحدة لعدة سنوات قبل نقل الحكم إلى السلطة الفلسطينية بعد إدخال إصلاحات جوهرية عليها.
وتشير نسخة من مسودة المقترح، التي أوردتها "تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن "Gita" ستُعتبر "السلطة السياسية والقانونية العليا لغزة خلال المرحلة الانتقالية". ويفترض أن تضم ممثلًا فلسطينيًا واحدًا على الأقل، إلى جانب مسؤولين أمميين رفيعي المستوى، وخبراء اقتصاديين عالميين، و"تمثيلًا قويًا لأعضاء مسلمين".
وبحسب "الإيكونوميست"، استندت الفكرة إلى تجارب سابقة في تيمور الشرقية وكوسوفو، مع احتمال أن تتخذ "Gita" من مدينة العريش المصرية مقرًا لها. كما تنص الخطة على إعادة توحيد الضفة الغربية وغزة قبل تسليم الأراضي للسلطة الفلسطينية، غير أن هذه الأخيرة لم تعلن موافقتها بعد.
حظيت المبادرة بدعم جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، وستيف ويتكوف، مبعوثه الخاص، اللذين طرحا الفكرة خلال اجتماع في البيت الأبيض يوم 27 آب/أغسطس. ووفق التقارير الصحافية، فإن ترامب أيّد الخطة قبل أن يطرحها على قادة تركيا وباكستان وإندونيسيا وخمس دول عربية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، قائلاً: "ربما يمكننا إنهاء الحرب الآن".
وشغل توني بلير بعد خروجه من رئاسة الوزراء وحتى عام 2015 منصب المبعوث الخاص للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، وهي هيئة تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، وسعت إلى الوساطة في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وبحسب تقارير، منح ترامب بلير أسبوعين لتأمين دعم إقليمي لخُطته خلال اجتماع البيت الأبيض في آب/أغسطس، مع تركيز خاص على السعودية باعتبارها طرفًا محوريًا في أي تسوية مقبلة.
وقد ادّعت بيانات صادرة عن معهد بلير أن أكثر من ربع سكان غزة يؤيدون شكلًا من أشكال التدخل الدولي في إدارة القطاع بعد الحرب، فيما يفضّل ثلثهم دورًا مباشرًا للسلطة الفلسطينية. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس أن إدارته "مستعدة" لتولي "الحكم والأمن" في غزة، مشيرًا إلى أن حماس لن يكون لها أي دور في المرحلة المقبلة. في المقابل، تطالب الحركة بتمثيل غير عسكري يشمل مجالات كالتعليم.
ومايحدث اليوم من خطط لحكم غزة هو تكرار لسيناريو جرى تنفيذه بالامس البعيد في العراق عندما لجأت الادارة الاميركية وقتها لديبلوماسي أمريكي، بول بريمر لشغل منصب الحاكم المدني للعراق بصفته رئيس سلطة التحالف المؤقتة وذلك خلال الفترة من منتصف مايو 2003 حتى يونيو 2004، في أعقاب غزو الولايات المتحدة للعراق.
في البداية، عيّنه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في 6 مايو 2003 رئيسًا للإدارة المدنية المكلّفة بالإشراف على إعادة إعمار العراق، خلفًا للجنرال المتقاعد جاي غارنر، مدير مكتب إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية، والذي كان يعمل تحت إشراف وزير الدفاع الأميركي آنذاك دونالد رامسفيلد. وفي يونيو من العام ذاته، تم تحويل المكتب إلى كيان رسمي يُعرف بـ"سلطة التحالف المؤقتة"، ليصبح بريمر رئيس السلطة التنفيذية الأعلى في العراق.
أصدر بريمر خلال فترة ولايته عددًا من القرارات والقوانين المثيرة للجدل، والتي خلّفت تحولات جذرية لا تزال آثارها ممتدة على واقع العراق السياسي والأمني حتى اليوم.
والخلاصة اذ لم نستفد من دروس الماضي  سيتكرر السيناريو وستكتب الاجيال القادمة على الاخطاء المتكررة التي وقعتا فيها رغم ان القرأن الكريم طلب منا مرار وتكرار ان تفكر ونعقل الامور وقال في ايات كثيرة افلا تعقلون . افلا تتفكرون . يا أولي الالباب .. 

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات