
دراسة: تغييرات في نمط الحياة قد تنقذ 15 مليون شخص من سرطان الكبد .. 60% من حالات الإصابة يمكن الوقاية منها من خلال إجراءات فعّالة.
- Europe and Arabs
- الثلاثاء , 5 أغسطس 2025 7:43 ص GMT
بروكسل ـ باريس : اوروبا والعرب
كشفت دراسة جديدة نُشرت في المجلة الطبية "The Lancet" يوم الثلاثاء 29 يوليو 2025، أن نحو 15 مليون حالة وفاة يمكن تجنّبها خلال العقود المقبلة إذا تم تعزيز إجراءات الوقاية من سرطان الكبد، لا سيما من خلال الحد من عوامل الخطر مثل التهاب الكبد الفيروسي، استهلاك الكحول، وتراكم الدهون في الكبد. بحسب مانشر موقع شبكة الاخبار الاوروبية في بروكسل " يورونيوز "
ووفق الدراسة، فإن 60% من حالات الإصابة بسرطان الكبد – أي ما يعادل ثلاثة من كل خمسة – يمكن الوقاية منها عبر إجراءات وقائية فعالة. ويُعد هذا النوع من السرطان حاليًا ثالث سبب للوفيات بالسرطان عالميًا، والسادس من حيث عدد الإصابات، مع توقّعات بأن يتضاعف عدد الحالات خلال الـ25 عامًا القادمة.
عوامل خطر متزايدة.. والتغذية في صلب المعركة
يشير التقرير إلى أن العوامل المرتبطة بنمط الحياة، وعلى رأسها النظام الغذائي واستهلاك الكحول، تُعد من أبرز الأسباب القابلة للتعديل. وتبرز الدهون في الكبد الناتجة عن خلل في التمثيل الغذائي – المعروفة اختصارًا بـMASLD – كعامل متنامٍ في تطور المرض. ووفق التقديرات، سيكون أكثر من 10% من حالات سرطان الكبد بحلول عام 2050 ناجمة عن هذا الخلل، والذي قد يتطوّر في 2% إلى 5% من الحالات إلى تليّف أو سرطان.
وفي فرنسا وحدها، يُقدّر عدد المصابين بـMASLD بنحو 8 ملايين شخص. ويُوضح الدكتور لورنس سيرفاتي، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى جامعة ستراسبورغ، أن "المرض منتشر بشكل واسع، إذ يعاني منه نحو 80% من المصابين بالسمنة، و60% من مرضى السكري".
ويؤكد سيرفاتي أهمية تبنّي سياسات وقائية فاعلة، قائلاً: "ينبغي التشجيع على ممارسة النشاط البدني، وتقليل استهلاك السكريات والدهون المشبعة والكحول، لما لها من أثر مباشر في تحسين حالة الكبد وتقليل الالتهابات وتلف الأنسجة. فقدان الوزن وحده يُحسن بشكل كبير من مؤشرات الكبد الصحية."
تحسين اللقاحات... خطوة ضرورية للحد من الوفيات
في موازاة ذلك، يعمل الباحثون على تطوير برامج تطعيم أكثر فعالية ضد التهاب الكبد B، أحد أبرز مسببات سرطان الكبد في العالم، وهو ما قد يُسهم في خفض معدل الوفيات بنسبة تتراوح بين 2% و3% عالميًا.
وتُظهر البيانات الواردة في الدراسة أن عدد الوفيات بسبب سرطان الكبد قد يرتفع من 760 ألف حالة في عام 2022 إلى 1.37 مليون حالة في عام 2050، ما لم تُتخذ إجراءات جدّية للوقاية.
وتُعد الصين أكثر الدول تأثرًا، إذ تُسجّل أكثر من 40% من حالات سرطان الكبد في العالم، ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى انتشار فيروس التهاب الكبد B بين سكانها.
تحدٍ طبي عالمي بمعدلات بقاء منخفضة
البروفيسور جيان زو من جامعة فودان، وأحد المشاركين في إعداد الدراسة، شدّد على خطورة هذا النوع من السرطان قائلاً: "سرطان الكبد يُعد من أصعب أنواع السرطان علاجًا، وتراوح معدلات البقاء على قيد الحياة بعد خمس سنوات بين 5% و30% فقط، مما يعكس الحاجة الملحّة إلى تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية متكاملة."
لا يوجد تعليقات