دكتور حاتم سليم يكتب .. السعادة الضائعة


في زماننا هذا، أصبح الرضا عملة نادرة. 
محدش راضي عن حاله، 
لا الفقير مرتاح ولا الغني سعيد.
الفقير يبصّ للغني ويتحسر على ماله، ويتمنى لو يملك نصف ما عنده
والغني رغم أمواله الكثيرة، يحسد الفقير على صحته ونومه الهادئ بلا همّ.
اللي عنده أولاد بيقول “أنا طهقان ومش قادر”، واللي محروم من الذرية بيقعد يدعي “يا رب ارزقني ولو طفل واحد”.
اللي متجوز واحدة بيحلم انة يتزوج اثنين وثلاثة، واللي عايش لوحده بيتمنى لو يلاقي حد يونس وحدته.
اللي ساكن في الريف يتمنى حياة المدينة، واللي في المدينة بيحلم يهرب منها للهدوء والهواء النقي.
اللي عنده وظيفة بيشتكي من ضغطها،  ويتمني يعمل مشروع خاص به 
واللي قاعد من غير شغل بيتمنى لقمة العيش بأي تعب.
كل الناس حاسة اني ناقصاهم حاجة، وكل واحد بيظن إن سعادته في الشيء اللي مش عنده، ولو امتلكه هيرتاح ويكون أسعد إنسان.
لكن الحقيقة إن السعادة مش في اللي ناقصنا، السعادة في اللي بين إيدينا… في القناعة والرضا وشكر النعمة.
من رضي عاش ملكًا وإن لم يملك شيئًا، ومن لم يرضَ عاش فقيرًا وإن امتلك الدنيا كلها.
فالرضا مش إنك تملك كل شيء، الرضا إنك تشوف النعمة اللي عندك وتقول: “الحمد لله”، وتبتسم وأنت مؤمن إن نصيبك هو الخير حتى لو ما فهمت الحكمة منه بعد.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات