الأنهار الجليديةعروقٌ متجمدة ضخمة تتحرك ببطء يعود تاريخ تشكّلها  لمئات وربما آلاف السنين ويعد ذوبان الأنهار الجليدية الموسمية ظاهرة طبيعية لكنها تسارعت بدرجة كبيرة بتاثير الاحتباس الحراري.

تسبب تحرك أكبر جبل جليدي في العالم والذي  يزيد حجمه عن ضعف حجم العاصمة لندن في قلق بالغ لدي الأوساط العلمية والمهتمين بالبيئة على مستوى العالم بعد أن بدأ يتحرك من مكانه نتيجة  الذوبان  وذلك لأول مرة منذ أكثر من ثلاثين عام حيث  نشرت جريدة "دايلي ميل" البريطانية ان الجبل الجليدي العملاق والذي يزيد حجمه عن ضعف حجم العاصمة لندن يعد  أكبر كتلة جليدية  في العالم والذي ظل عالقاً في المحيط لأكثر من ثلاثين عاماً  بدأ الحركة أخيراً وتبلغ  مساحة كتلة الجليد حوالي 1540 ميلاً مربعاً ويبلغ سمكها 1312 قدماً. ينتقل الجبل الجليدي حالياً شمالًا بواسطة تيارات المحيط و الرياح بسرعة  بعد 30 عاما من ثباته في قاع المحيط و هذه الكتلة الجليدية بدأت تنجرف عبر شبه جزيرة القطب الجنوبي والتي يفترض انهيارها  بسبب المياه القاسية عند وصولها إلى المحيط المفتوح.

واختلافا عن العديد من الجبال الجليدية الكبيرة المنفصله عن القارة القطبية الجنوبية  والتي تطفو بعيداً فان هذا الجبل  لم يتحرك  الا بضع مئات من الأميال حين انفصل عن الجرف الجليدي  لارتكازة  او تعلقة  بالقاع إلا أنه تحرر ويتحرك  الان وبدأ يتحرك. لقد تم اكتشاف تحرك الجبل  عام 2020 بواسطة الدكتور أندرو فليمنج وهو خبير الاستشعار عن بعد بهيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية ومن المتوقع أن يصل الجبل الجليدي لتيار المحيط بالقطب الجنوبي  وهو عبارة عن حلقة طولها 13 ألف ميل من مياه المحيط تتدفق حول القارة القطبية الجنوبية ومن الممكن أن تعود الكتلة الجليدية للثبات مرة أخرى قرب جورجيا الجنوبية ( جزيرة تقع إلى الشمال جنوب الأطلسي)

ولو حدث هذا ستتاثر  العديد من الكائنات البحرية في تلك المنطقة  فإذا كانت الكتلة الجليدية متوقفة في منطقة فإنها سوف تعطل مصادر الغذاء للكائنات البحرية وعند الذوبان  فإن المعادن المنطلقة من الجليد يمكن أن توفر العناصر الغذائية للكائنات الحية في قاع السلسلة الغذائية للمحيطات. ان المسطحات المائية المتجمدة تعكس الحرارة الزائدة التي تحملها أشعة الشمس وترسلها من جديد إلى الفضاء، وفي حال انحسار تلك المسطحات فإن درجات الحرارة سترتفع أكثر، هذا فضلاً عن أن ذوبان الأنهار الجليدية من شأنه زيادة ارتفاع مستوى سطح البحر ما يؤدي إلى تآكل السواحل

اوضح الصندوق العالمي للطبيعة إن ذوبان الأنهر الجليدية على مستوى العالم تزايد في عام 2021 كما ان أكثر من ثلث الأنهار الجليدية المتبقية في العالم ستذوب قبل حلول العام 2100 حتى لو تمكنت البشرية من الحد من الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري. أن الغلاف الجليدي كالأنهار الجليدية والغطاء الثلجي والصفيحة الجليدية والتربة الصقيعية حيثما وُجدت، تعدّ أكبر خزان طبيعي للمياه العذبة في العالم. ويُعد مصدر الأنهار وإمدادات المياه العذبة لما يُقدر بنحو 1.9 مليار شخص. ان التغييرات في موارد مياه الغلاف الجليدي  ستؤثر على الأمن الغذائي وصحة الإنسان وسلامة النظم البيئية والحفاظ عليها، مما يؤدي إلى آثار كبيرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وعلي الاطراف المشاركة في قمة المناخ (COP28) اتخاذ اجراءات فعالة نحو خفض الانبعاثات الي ماقبل الثورة الصناعية