بروكسل : اوروبا والعرب 
يصادف اليوم الأحد  29 سبتمبر اليوم الدولي للتوعية بفقدان وهدر الغذاء. وبهذه المناسبة قالت مفوضة شئون الصحة وسلامة الغذاء من خلال بيان صدر عن المفوضية الاوروبية في بروكسل إن هدر الغذاء له آثار سلبية على المجتمع، ولا يؤثر على الأمن الغذائي فحسب، بل يؤثر أيضًا على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا. ومن المذهل أنه في عام 2024، يُفقد أو يُهدر ما يقرب من ثلث الغذاء المنتج عالميًا. وفي أوروبا وحدها، يُهدر 59 مليون طن من الغذاء كل عام، بتكلفة مليارات اليورو. وفي الوقت نفسه، لا يستطيع ملايين الأوروبيين تحمل تكلفة وجبة صحية كل يوم. وهذا إهدار غير مقبول للموارد، من المياه والأرض إلى الطاقة والعمالة.
إن فقدان وهدر الغذاء يشكلان أيضًا خطرًا على بيئتنا. فكل طن من هدر الغذاء يساهم في زيادة انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، وتسريع تغير المناخ واستنزاف الموارد الطبيعية لكوكبنا. لذلك، من الضروري أخلاقيًا وبيئيًا أن نتحرك.
في الاتحاد الأوروبي، نحن ملتزمون بخفض هدر الغذاء للفرد إلى النصف في البيع بالتجزئة والاستهلاك بحلول عام 2030، بما يتماشى مع تعهدنا بموجب الهدف 12.3 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والذي يدعو إلى الاستهلاك والإنتاج المسؤولين في جميع أنحاء العالم. ولكي نسرع ​​من وتيرة تقدمنا، فقد طرحنا مجموعة من الأهداف الملزمة قانوناً للحد من الهدر عبر سلسلة الغذاء، من التصنيع إلى الأسر. وهذا ما يتوقعه مواطنونا منا. ويتطلب تحقيق هذا الهدف بذل جهود جماعية من جانب جميع قطاعات المجتمع ــ الحكومات والشركات والأفراد. وتعتمد مكافحة هدر الغذاء إلى حد كبير على خياراتنا وأفعالنا اليومية. وقد حان الوقت لتحسين طريقة شرائنا للغذاء وتناوله، وإعادة النظر في نظامنا الغذائي، وتشجيع عادات الاستهلاك المستدامة. وسوف نرى التأثيرات الإيجابية لهذا أيضاً في محافظنا مع إنفاق أموال أقل على إهدار الغذاء.
وفي الأحد المقبل، أحث كل مواطن أوروبي على التفكير في ما يمكننا القيام به لمساعدة الكوكب والاقتصاد والمجتمع من حولنا. فالطعام يعني الحياة. وهو ثمين للغاية بحيث لا ينتهي به المطاف في سلة المهملات. وقالت المسئولة الاوروبية في ختام البيان " فلنعمل معاً الآن لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة ولنكون جميعاً جزءاً من الحل" .