فشل محاولات توصيل مساعدات منقذة للحياة للمدنيين تحت الحصار في شمال غزة .. تحذير من مخاطر انهيار الأونروا على حياة ومستقبل ملايين الفلسطينيين واستقرار المنطقة


غزة : اوروبا والعرب 
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) إن 6 محاولات  لتوصيل مساعدات منقذة للحياة إلى محافظة شمال غزة المحاصرة، قد مُنعت.
وكانت البعثات الثلاث وكان مقرر لها اول من امس   تهدف إلى توصيل الغذاء والماء إلى جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا. أما بعثات الاربعاء فكانت تعتزم توصيل الغذاء والماء إلى بيت لاهيا وجباليا وتوفير خدمات حماية ودعم نفسي واجتماعي للأطفال في جباليا.بحسب ماجاء في نشرة الاخبار اليومية للامم المتحدة التي تلقينا نسخة منها صباح الخميس
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن كل محاولات الأمم المتحدة للوصول إلى تلك المناطق بالغذاء والماء والدعم الصحي قد رُفضت أو عُرقلت. وأضاف أن الأمم المتحدة قدمت 4 طلبات إضافية إلى السلطات الإسرائيلية للوصول إلى تلك المناطق اليوم، الخميس، بمساعدات منقذة للحياة.
وأفاد العاملون في المجال الإنساني في غزة باستمرار ورود تقارير عن مواصلة القصف الإسرائيلي جوا وبرا وبحرا بأنحاء قطاع غزة مما يتسبب في وقوع مزيد من الوفيات والنزوح والدمار. وقال المتحدث الأممي إن العمليات العسكرية في مخيم النصيرات - وسط غزة - قد اشتدت بشكل كبير في وقت سابق من الأسبوع الحالي مع ورود تقارير عن مناشدة الناس لفرق الإنقاذ لإجلائهم بعد التقدم المفاجئ للقوات في ظل الإطلاق الكثيف للنيران.
نفاد الإمدادات الأساسية
في الوقت نفسه حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن النزوح المتكرر يزيد عوامل ضعف السكان فيما تنفد الموارد الضرورية. وحتى أمس (يوم الثلاثاء) لا يزال 79% من قطاع غزة خاضعا لأوامر إخلاء نشطة. وتصدر الأوامر للفلسطينيين بالتوجه إلى المواصي وما حولها جنوب غزة، التي تفتقر إلى البنية الأساسية البسيطة والخدمات الضرورية.
وأشار مكتب الأوتشا إلى أن جهود توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية في جنوب ووسط غزة لا تزال تواجه العوائق بسبب الأعمال القتالية النشطة وتدهور الوضع الأمني وعراقيل الوصول الإنساني.
ويقول الشركاء العاملون على التصدي لانعدام الأمن الغذائي، إن أكثر من 100 مطبخ ينتج 400 ألف وجبة يوميا في وسط وجنوب غزة يواجه خطرا مستمرا بالإغلاق. وأفاد برنامج الأغذية العالمي، وفقا لبيانات جمعت في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، بأن مجموعات غذائية كاملة قد اختفت من أسواق غزة.
وفي أنحاء القطاع، اختفت تقريبا منتجات الألبان والبيض بينما يندر وجود القليل من الفواكه والخضراوات بأسعار باهظة للغاية. وقد زادت أسعار الكثير من السلع بأكثر من 1000% مقارنة بأسعارها قبل الصراع الحالي.
من جانبه قال المفوض العام لوكالة الأونروا إن الوكالة وموظفيها وملايين اللاجئين الفلسطينيين يمرون بوقت حرج. ودعا الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى العمل لمنع تطبيق التشريع الإسرائيلي المتعلق بالأونروا وإلى مواصلة تمويل الوكالة.
وفي كلمته أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال فيليب لازاريني: "في تحد واضح لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن والأوامر الملزمة من محكمة العدل الدولية، تعمل دولة إسرائيل بشكل أحادي لتغيير المعايير الراسخة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأشار لازاريني إلى اعتماد البرلمان الإسرائيلي الشهر الماضي، تشريعا قد ينهي عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونـروا) في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال 3 أشهر. وقال إن تطبيق التشريع ستكون له عواقب كارثية، "في غزة، سيؤدي تفكيك الأونروا إلى انهيار الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة، التي تعتمد بشكل كبير على البنية التحتية للأونروا".
وأكد لازاريني أن تفكيك الوكالة لن ينهي وضع اللجوء للفلسطينيين، الذي سيستمر بشكل منفصل عن الوكالة، ولكنه حذر من أن ذلك سيضر بصورة كبيرة حياة ومستقبل الفلسطينيين.
وتحدث المسؤول الأممي عن الولاية الفريدة الموكلة للأونروا من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتقدم بشكل مباشر ما يشابه الخدمات الحكومية العامة بما فيها التعليم لأكثر من نصف مليون طفل، والرعاية الصحية الأولية. كما تقدم الأونروا خدمات التنمية البشرية للاجئي فلسطين في غياب وجود دولة فلسطينية.
وأثناء الصراعات تقدم الأونروا المساعدة الإنسانية لجميع المحتاجين. واليوم- كما قال لازاريني- أصبحت الأونروا ضحية للحرب في غزة إذ قُتل 243 على الأقل من موظفيها واحتجز آخرون وأبلغوا عن تعرضهم للتعذيب. كما دُمرت أو تضررت أكثر من ثلثي مباني الأونروا في غزة.
حملة تضليل عالمية
بالإضافة إلى الهجمات داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، تتعرض الأونروا أيضا- كما قال مفوضها العام- لحملة تضليل عالمية ضارية. وقال إن الضغط المكثف من حكومة إسرائيل والجماعات المرتبطة بها، استهدف برلمانات وحكومات في دول مانحة للأونروا.
وأضاف أن الهجمات ضد الأونروا تُبرر بادعاءات بأن الوكالة تتواطأ أو تُخترق من حركة حماس. وأكد المفوض العام أن الأونروا تأخذ كل الادعاءات بشأن انتهاك حيادها بشكل جاد للغاية وأنها لا تتسامح مطلقا مع تلك الانتهاكات.
وقال إن المراجعة المستقلة لحياد الأونروا خلصت إلى أن الوكالة لديها إطار عمل محايد أكثر قوة من أي جهات مماثلة. وذكر أن الأونروا، لأكثر من 15 عاما، تشارك سنويا أسماء موظفيها مع حكومة إسرائيل وأن الوكالة تفعل ذلك الآن كل 3 أشهر.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات