قدامى المحاربين يقودون ثورة التكنولوجيا الدفاعية في أوروبا.. باستثمارات تجاوزت 5 مليارات دولار .. لتلبية احتياجات الحرب في اوكرانيا .. اجمالي الانفاق الدفاعي الاوروبي 446 مليار دولار


بروكسل : اوروبا والعرب 
باستثمارات قياسية تجاوزت 5 مليارات دولار عام 2024..يقود قدامى المحاربين الأوروبيين الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الدفاعية، مستفيدين من خبراتهم الميدانية لتطوير حلول تستجيب لاحتياجات المعارك في أوكرانيا.
مع تصاعد الحرب في أوكرانيا وزيادة ميزانيات الناتو، أصبح قدامى المحاربين الأوروبيين لاعبًا أساسيًا في تطوير التكنولوجيا الدفاعية، حيث يساهمون بخبراتهم الميدانية لتحويل الشركات الناشئة إلى منصات ابتكار سريع، قادرة على تلبية احتياجات المعارك الحديثة. بحسب ماجاء في تقرير لموقع شبكة الاخبار الاوروبية في بروكسل " يورونيوز "  واضافات تقول تحت عنوان خبرة عسكرية تحول الأفكار إلى حلول عملية" حين قيّم الضابط السابق في الجيش الألماني مات كوبيرس نظام أسلحة مضاد للطائرات بدون طيار لشركة ناشئة نمساوية، لاحظ ما أغفل عنه المؤسسون المدنيون وهو ارتفاع حرارة ماسورة السلاح بعد استخدام متكرر يؤدي إلى فقدان الدقة. وأوضح كوبيرس أن هذه التفاصيل الصغيرة حاسمة، إذ يتعامل معها الجندي المتمرس تلقائيًا بتعديل هدفه لتجنب الأخطاء.
وتُظهر التحليلات أن قدامى المحاربين يقودون ربع الشركات الأوروبية الناشئة في مجال الدفاع، بينما غالبية الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى ليس لديهم أي خبرة عسكرية.
استثمارات قياسية مع انطلاق الشركات الناشئة
دفعت الحرب في أوكرانيا وزيادة إنفاق الدول الأوروبية استثمارات القطاع الدفاعي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغت استثمارات رأس المال المخاطر في الشركات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيا الدفاعية 5.2 مليار دولار في عام 2024، بزيادة أكثر من خمسة أضعاف مقارنة بمستويات ما قبل الحرب.
يشهد قطاع الدفاع الأوروبي انضمام جنود سابقين بسرعة غير مسبوقة إلى الشركات الناشئة، مستفيدين من خبرتهم في الميدان وفهمهم لاحتياجات الجيش، بما في ذلك عمليات الشراء العسكرية والتخطيط الميداني. وقد أكد خبراء أن وجود خبرة عسكرية مباشرة داخل الشركات الناشئة يجعل المنتجات أكثر موثوقية وفاعلية في ساحات المعارك.
وساعدت الحرب في أوكرانيا على تقليص أطر تطوير التكنولوجيا من سنوات إلى أسابيع، ما سمح للشركات الناشئة بقيادة قدامى المحاربين بتطوير حلول دفاعية مبتكرة بسرعة.
ومن أبرز هذه الشركات:
شركة لصناعة الطائرات بدون طيار عالية الأداء، أسسها ضابط سابق. وشركة لتطوير برمجيات تخطيط المعارك بقيادة ضابط من الجيش البريطاني وشركة لصناعة معدات التدريب العسكري يديرها جنود سابقون من النرويج.
ويقول مؤسس شركة أوكرانية للطائرات بدون طيار: "الجنود يرون مباشرة ما هي الحلول المفقودة على أرض المعركة، ويمتلكون فهمًا عميقًا لما ينجح وما هو مجرد دعاية."
وعلى أرض الواقع، أثبتت التجربة أن المنتجات غير الموثوقة يمكن أن تكلف ملايين اليوروهات دون فائدة، وهو ما يؤكد ضرورة وجود خبرة عسكرية مباشرة داخل الشركات الناشئة لتطوير حلول مجربة وفعالة.
ومع زيادة الميزانيات الدفاعية، من المتوقع أن يستمر دور قدامى المحاربين في أوروبا في النمو كمؤسسين ومستشارين، وكمبتكرين يضمنون أن التكنولوجيا الدفاعية الجديدة مجربة وتحقق أهدافها.
ويؤكد الخبراء أن اندماج الخبرة العسكرية مع الابتكار والاستثمار يضع أوروبا في موقع ريادي لتطوير حلول دفاعية مبتكرة.
في عام 2024، بلغ إجمالي إنفاق دول الاتحاد الأوروبي الـ27 على الدفاع 343 مليار يورو (حوالي 402 مليار دولار)، مسجلاً زيادة 19% عن العام السابق، وهو العام العاشر على التوالي الذي يشهد فيه الاتحاد ارتفاعا في ميزانياته الدفاعية. 
ومن المتوقع أن يرتفع الإنفاق إلى 381 مليار يورو (446 مليار دولار) في 2025، أي أكثر من ضعف ميزانية الدفاع في 2014 التي كانت 189 مليار يورو.
وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، يتجاوز الإنفاق الأوروبي في 2024 ميزانية الصين بنسبة 50% تقريبا، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف ميزانية روسيا، لكنه لا يزال أقل من الولايات المتحدة التي أنفقت 845 مليار يورو (983 مليار دولار)، أي ما يعادل 3.1% من ناتجها المحلي الإجمالي.
ورغم إجمالي الإنفاق الكبير، يتفاوت الإنفاق العسكري بين الدول الأعضاء بشكل واضح؛ إذ تصل بولندا إلى 3.8% من الناتج المحلي الإجمالي الأعلى في الاتحاد الأوروبي، وتتجاوز دول البلطيق الثلاث 3%، بينما تتجاوز ألمانيا وفرنسا وفنلندا ورومانيا والمجر وجمهورية التشيك والسويد 2%، في حين تسجل أيرلندا ومالطا أقل من 0.5%، وهو أدنى معدل على الإطلاق.
كما شهدت أكثر من 10 دول زيادة في ميزانياتها الدفاعية بنسبة تفوق 10% مقارنة بعام 2023، بما في ذلك إسبانيا، وألمانيا، وهولندا، وكرواتيا، والسويد، والنمسا، وبولندا، وجمهورية التشيك، ولاتفيا، وإستونيا، وليتوانيا، ورومانيا.
تعزيز القوة الفردية والاستثمار الدفاعي
لم تقتصر الزيادة في الإنفاق على الميزانيات الإجمالية فحسب، بل شملت الاستثمار في الجنود، والمشتريات العسكرية، والبحث والتطوير.
ففي 2024، بلغ الإنفاق الدفاعي لكل فرد عسكري نشط 249 ألف يورو (289.500 دولار)، ارتفاعًا من 138 ألف يورو في 2014؛ كما ارتفع الإنفاق الدفاعي للفرد المدني إلى 764 يورو (888 دولارا).
 

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات