اليوم العالمي لحرية الصحافة .. الاتحاد الاوروبي : وسائل الاعلام الحرة والمستقلة تحتاج الى دعم عاجل .. الامم المتحدة :الذكاء الاصطناعي يدعم حرية التعبير ويستخدم ايضا للمراقبة الجماعية للصحفيين


بروكسل ـ نيويورك : اوروبا والعرب 
قال بيان للاتحاد الاوروبي صدر  في بروكسل عن مكتب منسقة السياسة الخارجية والامنية كايا كالاس بمناسية اليوم العالمي لحرية الصحافة " إننا نشعر بقلق متزايد إزاء التهديدات المتزايدة للصحفيين وغيرهم من العاملين في مجال الإعلام، بما في ذلك الترهيب والهجمات عبر الإنترنت وخارجها، والاحتجاز التعسفي، والاضطهاد القانوني، والقمع العابر للحدود الوطنية، وكلها تهدف إلى إسكات عملهم. يمكن للتقنيات الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، أن تُفاقم هذه المخاطر من خلال تمكين المراقبة الشاملة والمضايقة المُستهدفة.
يدعم الاتحاد الأوروبي الجهود الحيوية التي تبذلها اليونسكو لحماية الصحفيين عالميًا، مع إيلاء اهتمام خاص للصحفيات اللاتي يواجهن مخاطر متزايدة مرتبطة بنوع الجنس. تلعب جهود اليونسكو في مجال البيانات والرصد دورًا أساسيًا في إثراء استجابات السياسات الفعالة لمعالجة ظاهرة الإفلات من العقاب على نطاق واسع في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
في جميع أنحاء العالم، تحتاج وسائل الإعلام الحرة والمستقلة إلى دعم عاجل وحاسم. فبدون بقائها، تتعثر الديمقراطية، ومعها سلامة المواطنين وأمنهم وحريتهم. يرحب الاتحاد الأوروبي بمبادئ التعاون الإنمائي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أجل الدعم المناسب والفعال لوسائل الإعلام وبيئة المعلومات، باعتبارها خارطة طريق مشتركة لتعزيز النظم البيئية الإعلامية في جميع أنحاء العالم. يجب أن تُلهم هذه المبادئ إجراءات ملموسة وتحويلية لاستعادة وتوسيع نطاق الدعم للصحافة المستقلة.
في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، يؤكد الاتحاد الأوروبي مجددًا التزامه الراسخ بالدفاع عن الصحافة الحرة والمستقلة في مواجهة تهديدات غير مسبوقة. فبدون حرية الصحافة، يُعرّض حقنا في الحصول على المعلومات، وحرية التفكير النقدي، والقدرة على محاسبة أصحاب السلطة للخطر. إن وجود قطاع إعلامي مزدهر ومستقل وتعددي أمرٌ أساسيٌّ لاستمرار الديمقراطية وصمودها. يجب أن نتحرك الآن لتأمين مستقبلها.
من جانبه قال أمين الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن  الذكاء الاصطناعي "يمكن إما أن يدعم حرية التعبير أو يكتم صوتها"، مضيفا أن حرية الصحافة تواجه "تهديدا غير مسبوق".
جاء ذلك في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أكد فيها أن حرية الناس "رهينة بحرية الصحافة" في ظل عالم يعاني من النزاعات والانقسامات، معتبرا أن الصحافة الحرة والمستقلة خدمة عامة أساسية "والعمود الفقري الذي تستند إليه مبادئ المساءلة والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان".
وقال الأمين العام إن عمل الصحفيين يزداد صعوبة وخطورة عاما تلو العام، فيما يتعرضون للاعتداءات والاحتجاز والرقابة والترهيب والعنف والموت، لمجرد قيامهم بعملهم، ويزداد عدد القتلى في صفوفهم في مناطق النزاع، "ولا سيما في غزة".
إلا أنه شدد على أن التركيز على تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة وحرية التعبير في اليوم الدولي هذا العام يعتبر تذكيرا بالخطر الجديد، وقال: "الخوارزميات المتحيزة والأكاذيب الملفقة صراحة وخطاب الكراهية بمثابة ألغام أرضية مبثوثة على طريق المعلومات الفائق السرعة، والمعلومات الدقيقة والقابلة للتحقق والمستندة إلى الحقائق هي أفضل أداة لتفكيكها".
وأكد السيد غوتيريش أهمية تطويع الذكاء الاصطناعي على نحو يتسق مع حقوق الإنسان ويضع الوقائع في المرتبة الأولى، مشددا على أن المبادئ العالمية لنزاهة المعلومات التي أعلن عنها في العام الماضي "تدعم هذه المساعي وتثريها، في وقت نعمل فيه من أجل الدفع قدما بمنظومة إعلامية أكثر إنسانية". ودعا إلى الالتزام بجعل هذه المساعي واقعا ملموسا وبصون الصحافة وحرية الصحافة في كل مكان.
ويؤدي النمو السريع للذكاء الاصطناعي واستخدامه إلى تغيير الصحافة والإعلام بشكل كبير، مما يوفر فرصا مبتكرة وتحديات خطيرة على حد سواء.
ففيما يمكن أن يساعد في دعم حرية التعبير من خلال تسهيل الوصول إلى المعلومات، إلا أن الذكاء الاصطناعي يستخدم أيضا للمراقبة الجماعية للصحفيين والمواطنين من قبل بعض الجهات الفاعلة، مما يخلق تأثيرا مخيفا على حرية التعبير.
ويمثل اليوم العالمي، الذي يتم إحياؤه في 3 أيار/مايو من كل عام - تذكيرا للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة، وفرصة تقييم حالة حرية الصحافة والدفاع عن وسائل الإعلام ولإحياء ذكرى الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في أداء واجباتهم.

مشاركة الخبر

الأخبار المتعلقة

تعليقات

لا يوجد تعليقات