عشية انتهاء عمل بعثة الامم المتحدة في العراق..انجازات عديدة منها دعم البلاد في المجال الامني والقضاء على داعش واجراء انتخابات حره..وكالات المنظمة الدولية المتخصصة مستمرة في عملها

- Europe and Arabs
- الجمعة , 12 ديسمبر 2025 7:24 ص GMT
بغداد : اوروبا والعرب
قبل أيام من انتهاء عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق، قال رئيسها محمد الحسان إن العراق يعد قصة نجاح ويمكن أن يكون مثالا يُحتذى به في منطقة الشرق الأوسط. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الشعب العراقي وقادته. بحسب ماجاء في نشرة اخبار الامم المتحدة اليومية والتي اضافت " أسست بعثة الأمم المتحدة للدعم في العراق، وهي بعثة سياسية، عام 2003. وفي الحادي والثلاثين من أيار/مايو صوت مجلس الأمن بالإجماع على قرار بتمديد ولاية البعثة لمرة أخيرة حتى 31 كانون الأول ديسمبر عام 2025 بناء على طلب رسمي من الحكومة العراقية.
محمد الحسان رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق، المعروفة باسم (يونامي)، قال إن وجود البعثة جاء بناء على طلب من العراق وإن إنهاء عملها يأتي أيضا بطلب منه.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، قال إن المسؤولين العراقيين "وجدوا أن المهمة الموكلة لبعثة يونامي قد حققت أهدافها تقريبا، وأن الأوان قد حان كي يأخذوا زمام الأمور بأيديهم مثل غيرهم من الدول".
ولكنه أكد أن مغادرة البعثة لا تعني أن الأمم المتحدة ستغادر، بل أكد أن وكالاتها المتخصصة ستواصل العمل في العراق.
واستعرض الحسان الإنجازات التي تمكنت بعثة اليونامي من تحقيقها، بما في ذلك دعم العراق في المجال الأمني والقضاء على داعش، والمساعدة في إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتعزيز احترام حقوق الإنسان.
وعن سؤال حول " بعد أكثر من 20 عاما، تغلق بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) أبوابها في 31 كانون الأول/ديسمبر. لماذا تغادرون العراق الآن؟ قال محمد الحسان: لأن البعثة أتت بناء على طلب العراقيين. وإنهاء البعثة أتى أيضا بناء على طلب العراقيين. نحن في الأمم المتحدة دائما نحترم رغبات الدول خصوصا الدول التي تستضيف هذه البعثات.
لا يمكن أن تكون لديك بعثة في دولة ما دون أن تكون هناك موافقة وطلب واستعداد للتعاون معها. والعراقيون على مدى أكثر من عقدين من الزمن استضافوا هذه البعثة. وكان العمل شاقا، فوجدوا أن المهمة الموكلة لبعثة يونامي تقريبا حققت أهدافها، وآن الأوان لكي يأخذوا الأمور بأيديهم مثلهم مثل غيرهم من الدول.
وأنا أتفق حقيقة مع هذا الطرح وأتمنى لهم وافر التوفيق والنجاح. وأؤكد لهم استعدادي والأمم المتحدة للمضي قدما معهم في أي ما يحتاجونه، من ناحية المشورة وغير ذلك.
وعن سؤال حول هل طلب العراق بمغادرة البعثة يعني عدم تمكنها من تحقيق ولايتها أو عدم تحقيق مهامها؟ أم أن المهمة أنجزت بنجاح ولم يعد هناك حاجة لوجودها؟
قال الحسان: المهمة فعلا أنجزت بنجاح. كانت هناك 3 ملفات متبقية وهي مسألة المفقودين من دولة الكويت ورعايا الدول الثالثة منذ أيام الحرب وأيام غزو الكويت، هناك أيضا مسألة ممتلكات الكويتيين، وأيضا الأرشيف الوطني الكويتي.
تحقق تقدم بسيط في الأشهر الماضية، تقريبا تمكنا من تسليم أكثر من أربعمائة صندوق فيها مقتنيات كويتية، لكن هناك أيضا ملف المفقودين الكويتيين وبالنسبة لهم يعتبر هذا موضوعا إنسانيا.
هذه هي الملفات الثلاثة المتبقية. لكن مجلس الأمن تمكن من إصدار قرار وضع خلاله آلية لمتابعة هذه الملفات تحديدا. .
العراق خرج من الفصل السابع من مـيثاق الأمم المتحدة منذ فترة، وكذلك خرج من الآلية السياسية لمتابعة الأمور السياسية، وأصبح مثله مثل غيره من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. القضايا الإنسانية تتابع بإطار إنساني، وثقتي بالعراقيين أنهم فعلا تمكنوا من تحقيق الأهداف التي يرجونها من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).
وردا على سؤال كيف سيبدو اليوم الأخير للبعثة هناك؟ أجاب محمد الحسان: هذه أول مرة أتولى فيها رئاسة بعثة وأشرف على إغلاقها، لكننا قدمنا ذلك التاريخ بحفل طلبه العراقيون والأمم المتحدة تجاوبت معها. لكن الانتهاء الحقيقي للبعثة وليس الاحتفال سيكون إن شاء الله 31 ديسمبر. وبعد 31 ديسمبر كل بعثة يونامي وأعضائها سيغادرون العراق.
وعن ماذا يعني ذلك بالنسبة لوجود الأمم المتحدة في العراق؟ قال الحسان: الأمم المتحدة باقية في العراق من خلال الوكالات المتخصصة، وأيضا من خلال التواصل بين العراق كعضو في مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان.
الأمم المتحدة ستكون موجودة وقد تكون موجودة بغزارة وأكثر من السابق لأن العمل تحول الآن إلى عمل تقني في قضايا المناخ، في قضايا الصحة، في قضايا التعليم، في قضايا التكنولوجيا.
والعراق أكد أنه بحاجة إلى دعم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في بعض المجالات، بما في ذلك القطاع المصرفي والقطاع البنكي. كما رزح العراق لسنوات تحت العقوبات وبعد ذلك تحت العقوبات الأحادية.
إن شاء الله نرى في قادم الأيام تنسيقا وتواصلا بين العراق وهذه الدول مثل الولايات المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتركيا، والاتحاد الأوروبي. في العراق حاليا، ويمكن أن يكون الرقم مختلفا، تقريبا 72 مصرفا.
38 من هذه المصارف تقع تحت العقوبات. لا يمكن لدولة أن تشرع في مرحلة اقتصادية وتنموية مستدامة - والعراقيون يريدون ذلك - بدون رفع هذه العقوبات عن هذه المصارف. عليها بعض الملاحظات، قد تكون ملاحظات منطقية، لكن العراق اليوم لديه رغبة في طي صفحة الماضي، ومزيد من التواصل مع المجتمع الدولي. وعن أكبر إنجاز أو أكبر شيء تمكنت البعثة من إحداث فرق فيه في حياة العراقيين؟
محمد الحسان: أعتقد أن هناك بعض المحطات المهمة في تاريخ العراق، فالعراقيون اليوم يستطيعون الذهاب لصناديق الاقتراع بحرية ودون ضغوطات، والتصويت لمن يختارونه لتحديد مصيرهم المستقبلي. هذا يعني خيار الحرية، وهو في أيدي الشعب العراقي، هذا أولا.
الشيء الثاني، تمكن المجتمع الدولي بالذات - التحالف الدولي - بالتنسيق مع العراقيين وبتضحيات أكثرها من العراقيين، من القضاء على داعش. هذا الفكر الارهابي الذي دمر العراق ودمر كثير من الدول، الحمد لله اليوم لم يعد خطرا على العراق. هذه تقريبا من أكثر المجالات التي أعتبرها مهمة. ليس هناك دولة تستطيع الانتقال إلى مرحلة التطور والنمو إذا لم يكن فيها استقرار وأسس الاستقرار، والحمد لله العراق وصل إلى هذه النقطة.
كانت هناك بعض التدابير والإجراءات التي وضعت من قبل المجتمع الدولي كعقوبات ضد النظام السابق وضد العراق في الفترة السابقة. العراق اليوم مختلف، وآن الأوان لكي ينظر في رفع هذه التدابير التي تضر بالحياة الاقتصادية وبتنقل العراقيين، بما في ذلك مسألة النقل الجوي والسفر وعقوبات التأشيرات.
الحمد لله، بدأنا نلاحظ في هذه الفترة أن كثيرا من البعثات الدبلوماسية بدأت بالعودة إلى العراق، والعراق يزخر بالخير، خير اقتصادي وخير تنموي وموارد بما في ذلك الموارد البشرية، دولة من 46 مليون نسمة، وكلهم ما شاء الله متميزون في العلم وفي التقنيات.
فهذا البلد مقبل إن شاء الله على خطة مارشال عراقية - عراقية بدون أي فضل من الخارج لإعادة رسم الموقع الحقيقي لهذا البلد وهذا الشعب، ليس فقط على الخارطة العربية وإنما على الخارطة العالمية.
العراق مؤسس للأمم المتحدة وكان عضوا في عصبة الأمم، فلا أعتقد أن يرضى العراقيون بأقل من ذلك. وأنا من الأشخاص المعجبين بالعراقيين وتاريخ العراق والشعب العراقي، ولم أجد منهم إلا كل الاحترام.
والله، في كل عمري لم أجد شعبا أكرم من هذا الشعب في كل أنحاء العالم. أتمنى أيضا أن يبتعدوا عن الطائفية ويرسموا مستقبلا لكل العراقيين. آن الأوان الآن لكل العراقيين أن يشعروا بأنهم منتمون لهذا البلد على أساس المساواة في المواطنة، وليس أنا من حزب كذا أو فئة كذا أو فئة كذا. كل الطوائف من المسيحيين إلى اليهود إلى الزرادشتية إلى الصابئة إلى الأيزيديين. وكل الأعراق من الأكراد إلى العرب ولغيرهم وإلى الفرس الذين ينتسبون لهذا البلد ويعتبرون من مواطني هذا البلد، والتركمان والشبك يجب ان يحسوا أنهم عراقيون. وهناك مساواة بين كل العراقيين بناء على المساواة في المواطنة وليس لاعتبارات أخرى.
أخبار الأمم المتحدة: ونحن نتحدث عن المساواة، لا بد أن نتوقف عند حقوق النساء العراقيات. هذه كانت أولوية بالنسبة لبعثة الأمم المتحدة. أين هي المرأة العراقية الآن؟
محمد الحسان: برأيي الشخصي. أنا لا يخالجني أدنى شك في أن المرأة العراقية هي من أقوى النساء في العالم. أكثر التضحيات التي قدمها الشعب العراقي هي من المرأة العراقية، فابنها شهيد، وزوجها شهيد، هي التي كانت تصلح أدوات البيت أثناء العقوبات وبرنامج النفط مقابل الغذاء، وغير ذلك، حيث إنهم مروا بعقود من الحروب وحتى العقوبات.
لكن المرأة العراقية صمدت، وبسبب المرأة العراقية صمد المجتمع العراقي. لم أجد في السياسيين العراقيين الذين اختلطت بهم وأصحاب القرار أي شيء ضد المرأة العراقية. بالعكس هم الداعمون الأوائل للمرأة العراقية.
على سبيل المثال من أقدم قوانين الأحوال الشخصية هو قانون الأحوال الشخصية في العراق في الخمسينيات تقريبا عام 1957، حيث أعطى المرأة حقوقا، عندما لم يكن لدى الدول العربية هذا الاستحقاق للمرأة.
هناك بعض التراجع وسببه انعدام الأمن. كان اهتمام العراقيين على الأمن أكثر من أي شيء، إلا أنهم حققوا الأمن وصار في أيديهم دولة أمن وأمان. من وجهة نظري أعتقد أن هذا من أولويات العراقيين. تحسين وضع حقوق المرأة وحقوق الإنسان كذلك.
هذا ما لمسته من رئيس وزراء العراق الحالي محمد شياع السوداني، الذي كان يشغل بالمناسبة وزير حقوق الإنسان. لكن على المجتمع الدولي أيضا أن يعطي النصح بالحسنى للعراقيين وليس بالإكراه.
العراقيون شعب ذو كرامة وأنفه ولا يقبل بالإملاءات، إنه شعب عريق، فإذا عاملته بالحسنى تحصل منه على كل شيء وليس بالضغط والإكراه.
أعتقد أن العقوبات ليست الوسيلة التي يجب أن تُعامل فيها الدول بشكل عام وبالذات العراق. فالعراق، أكرم وأعز من ذلك وهم بأيديهم قادرون على تغيير الوضع بالنسبة لحقوق الإنسان لكل الفئات وليس للمرأة فحسب، المرأة تحتل المكانة الوسطى في المجتمع العراقي.
أنا من الناس الذين ذكروا - وباللغة العربية - تمنيت لو كنت أتكلم لغة كردية ليسمعني أبناء العراق من إقليم كردستان وهو إقليم جميل بالفعل وأنصح الكل بزيارة العراق بما في ذلك زيارة كردستان.
المرأة هناك قوية في كردستان، قوية في العراق، قوية في الجنوب، قوية في كل المناطق في العراق.
فهذا القلق من المجتمع الدولي مشروع بسبب تداعيات الماضي في العراق، بالذات ما قامت به داعش. لكن لا تنسوا أن العراقيين هم ضحايا داعش، وليسوا داعش، بما في ذلك على الجانبين، سنة وشيعة وأكراد وأيزيديين.
قد يكون أكثر الضحايا هم الأيزيديون، وللأسف أخرج من العراق ولدي أمنية وتمني، أتمنى من القادة العراقيين أن يتسع المجال لكي تستقبل صدورهم هذه المناشدة. آن الأوان لعودة النازحين من المخيمات وبالذات الأطفال الأيزيديين الموجودين في مناطق ومخيمات تنقصها مقومات الحياة كالمدارس والمستشفيات، وغير ذلك.
آن الأوان ليعودوا إلى بيوتهم بالذات في سنجار. وأنا لا أتحدث عن الأيزيديين فقط، بل أيضا أتحدث عن بقية أبناء الشعب العراقي من أي مكون كان.

لا يوجد تعليقات