بيان للمقاومة الايرانية : مؤتمر حقوقي في لاهاي يكشف جرائم طهران .. الإعدامات العلنية تواجه الغضب الدولي

- Europe and Arabs
- الأربعاء , 26 نوفمبر 2025 7:43 ص GMT
لاهاي : اوروبا والعرب
تحت عنوان تقرير خاص جاء البيان الذي وزعته المقاومة الايرانية وتلقينا نسخة منه وجاء فيه انه وفي مشهد غير مسبوق من حيث الحضور السياسي والحقوقي الأوروبي، تحوّلت مدينة لاهاي الهولندية إلى منصة عالمية لإدانة جرائم النظام الإيراني، حيث اجتمع عشرات الشخصيات الدولية وأعضاء مجلس الشيوخ الهولندي في مؤتمر حقوقي طارئ دعا إلى تحرك فوري لوقف موجة الإعدامات المتصاعدة، لا سيما تلك التي تستهدف النساء والسجناء السياسيين.
المؤتمر الذي انعقد بتاريخ 25 نوفمبر 2025، بالتزامن مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، سلط الضوء على ما وصفه المشاركون بـ"الطابع المنهجي والمقصود" للعنف الذي يمارسه النظام الإيراني ضد النساء، في سياق سياساته القمعية التي جعلت من الإعدام أداة ترهيب جماعي لإسكات المجتمع وكبح أي صوت معارض.
مريم رجوي: إسقاط النظام شرط لإنهاء العنف ضد النساء
في كلمة محورية ألقتها عبر الإنترنت، شددت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، على أن استمرار العنف ضد النساء مرتبط جذريًا ببنية النظام القائم على ولاية الفقيه، مؤكدة أن “إن ممارسة العنف ضد المرأة وإهانتها وفرض شتى أشكال اللامساواة، هي عناصر أساسية في التطرّف تحت اسم الإسلام.”
وأضافت رجوي أن المقاومة الإيرانية جعلت من تحرير المرأة محورًا رئيسيًا لنضالها، معتبرة أن مشاركة النساء في مواقع القيادة ليست مجرد مطلب حقوقي، بل ضمانة لأي تحول ديمقراطي حقيقي. وأكدت أن إسقاط النظام هو الخطوة الحاسمة لمواجهة العنف ضد النساء وإنهاء دائرة القمع، داعية الحكومة الهولندية إلى ربط علاقاتها مع طهران بوقف الإعدامات وتصنيف الحرس الثوري على لائحة الإرهاب.
سجل دموي بالأرقام
البيانات المقدّمة خلال المؤتمر كشفت عن تصاعد خطير في وتيرة الإعدامات، حيث أُعدم ما لا يقل عن 304 أشخاص خلال شهر واحد فقط (23 أكتوبر – 21 نوفمبر)، بينهم 63 سجينًا خلال أربعة أيام، فيما بلغ عدد النساء اللواتي أُعدمن منذ تولي الرئيس مسعود بزشكيان الحكم 73 امرأة، وهو رقم قياسي لم يُسجّل منذ ثلاثة عقود.
وأشار المتحدثون إلى أن النظام الإيراني يتصدّر عالميًا قائمة الدول في عدد إعدامات النساء، مؤكدين أن هذه الوقائع تشكّل جرائم ضد الإنسانية تستوجب المحاسبة الدولية، وليس مجرد إدانات سياسية عابرة.
فشل سياسة الاسترضاء
أجمعت الكلمات الأوروبية المشاركة على أن سياسة المسايرة الغربية تجاه طهران لم تؤدِّ سوى إلى تمكين النظام من تصعيد القمع وتعزيز ثقافة الإفلات من العقاب. وانتقدت وزيرة العدل الألمانية السابقة، هيرتا غملين، تقاعس الحكومات الغربية عن اتخاذ خطوات حازمة، مؤكدة أن حقوق الإنسان لا تحتمل مقايضات سياسية أو اقتصادية.
وأكد السناتور الهولندي بوريس ديتريخ أن النظام الإيراني لا يمارس القمع داخليًا فحسب، بل يصدّر الإرهاب إلى الخارج أيضًا، محذرًا من امتداد نفوذه داخل أوروبا، بما في ذلك الأراضي الهولندية.
المرأة في قلب المقاومة
شهادات ممثلات الجالية الإيرانية في أوروبا، مثل سبيده أورافا ونهال صفا، أعادت تسليط الضوء على الدور الريادي للمرأة في مواجهة النظام، ليس فقط داخل إيران بل في المنفى أيضًا. وأكدن أن المطالبة بالحرية تجاوزت قضية الحجاب لتشمل الحقوق السياسية والكرامة الإنسانية وحق تقرير المصير.
وقدّم عدد من ذوي ضحايا الإعدامات شهادات مؤلمة عن أفراد عائلاتهم الذين أُعدموا دون محاكمة عادلة، وسط مشاعر صادمة غلّفت القاعة، لكنها لم تمنع تصاعد نبرة الأمل والتحدي.
قضية زهراء طبري: مثال للعدالة الزائفة
إحدى أبرز القضايا التي طُرحت كانت قضية السجينة السياسية زهراء طبري، التي حُكم عليها بالإعدام بعد محاكمة لم تتجاوز عشر دقائق عبر اتصال مرئي، ودون السماح لها بتوكيل محامٍ من اختيارها، فقط بسبب اتهامها بالتعاون مع منظمة مجاهدي خلق.
هذه القضية، وفق ما أكد المشاركون، تختصر واقع القضاء في إيران الذي تحوّل إلى أداة قمع بدل أن يكون مؤسسة عدل.
مسؤولية أوروبية ودولية
اختُتم المؤتمر بدعوة واضحة إلى الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات ملموسة، تشمل:
• إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب.
• تعليق العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع طهران.
• دعم البديل الديمقراطي بقيادة المقاومة الإيرانية.
• فتح تحقيق دولي في جرائم الإعدام الجماعي.
كما أكد المتحدثون أن دعم الشعب الإيراني لم يعد شأناً داخليًا، بل مسؤولية أخلاقية دولية أمام نظام يتحدى المبادئ الإنسانية العالمية.
خلاصة
لم يكن مؤتمر لاهاي مجرد مناسبة حقوقية اعتيادية، بل محطة مفصلية في مسار تدويل ملف الإعدامات في إيران، حيث تلاقت أصوات الضحايا مع المواقف الأوروبية في خطاب واحد واضح:
لا استقرار مع نظام يقوم على الإعدام، ولا كرامة لمرأة في ظل ولاية الفقيه، ولا ديمقراطية دون إسقاط هذا النظام.

لا يوجد تعليقات